كيفية تنفيذ جلسات تدريب تفاعلية للموظفين عن بعد

يقول روبرت كيوساكي (Robert Kiyosaki) مدرب التنمية البشرية الشهير وصاحب كتاب “الأب الغني والأب الفقير”: “الثقة تأتي من الانضباط والتدريب”.
لجأت الكثير من المؤسسات والشركات توفر مساحة أوسع للعمل من المنزل، بسبب الأشهر الطويلة من الجائحة التي أجبرت المؤسسات والشركات على تغيير الكثير من سياساتها وأساليبها في العمل.
وبدأنا نسمع ونرى الكثير من المصطلحات الجديدة، كالعمل من المنزل، العمل عن بعد، وهو ما جلب الكثير من التحديات لأرباب العمل. واحدة من أكبر التحديات هي اجراء جلسات تدريب تفاعلية عن بعد للموظفين.

لضمان جلسة افتراضية تفاعلية ناجحة عن بعد، ابدأ بتمرين لكسر الجمود مع المتدربين

تحديات تدريب الموظفين عن بعد

يمكن أن نتخيل حجم التعقيد المرتبط بالتدريب عن بعد، منها على سبيل المثال:
• عدم وجود إشراف وتوجيه مباشر (وجهاً لوجه).
• العزلة الاجتماعية
• عوامل الإلهاء غير المحدودة أو المنضبطة
• احتمالية حدوث مشاكل تقنية.
وغيرها من التحديات التي تدفع المؤسسات والشركات لتبني طرق أكثر جدية وفاعلية حول الطريقة التي تدير بها جلسات تدريب الموظفين عن بُعد.

5 نصائح لإجراء جلسة تدريب تفاعلية للموظفين عن بعد

إذن، كيف يمكنك إجراء جلسة تدريب عن بُعد تجعل الموظفين سعداء بالمشاركة فيها في نفس الوقت الذي تضمن نجاح التفاعل والأداء وتحقق الهدف من التدريب.
فيما يلي خمس نصائح ذات أثر فعال جداً في إنجاح جلسات التدريب التفاعلية عن بعد للموظفين:

1. اختيار الأدوات المناسبة:

يعد اختيار الأدوات المناسبة لاستضافة جلسات التدريب الافتراضية وإدارتها أمراً بالغ الأهمية. عندما يتعلق الأمر بكيفية تقديم واجراء جلسات التدريب الخاصة بك، فإن لديك خيار بين نظامين أساسيين مختلفين وهي:
– تطبيقات المؤتمرات عبر الفيديو أو ما تعرف باسم منصات الويبينار (Webinar): تعد برامج Webinar أحد أكثر الطرق شيوعًا لإجراء جلسات تدريبية تفاعلية عن بُعد.
– نظم إدارة التعلم (LMS) . تم تصميم نظام إدارة التعلم (LMS) خصيصاً لتطوير ونشر وتتبع جهود التدريب الخاصة. والتي توفر مزيداً من المرونة والخيارات الخاصة بكيفية إجراء جلسات التدريب والتعليم أيضاً.
وهنا يجب إدارة قائمة البريد الإلكتروني، بحيث تتأكد دوماً من تحديث قائمة البريد الإلكتروني لتجنب دعوة الموظفين أو الأشخاص غير المعنيين إلى جلسات التدريب.
مهما كانت منصة التدريب التي تختارها، تأكد من التحقق ثلاث مرات مما إذا كان كل شيء يعمل قبل بدء جلستك.

2. تحديد التوقعات:

أحد أهم مفاتيح تشجيع مشاركة الموظفين في جلسات التدريب هو تحديد التوقعات. يجب أن تحدد توقعاتك لما سيستفيدون منه من التدريب وما تتوقعه من المشاركين (من حيث المشاركة والسلوك).
يعد تحديد التوقعات طريقة رائعة لتتأكد من أن المشاركين يركزون على المدرب والموضوع الذي يقدمه التدريب.

أسوأ شيء خلال جلسات التدريب عن بعد هو أن تجد نفسك تقرأ بيانات ومعلومات جافة دون أن يشاركك أحد، ويتحول المتدربون إلى مستمعين ضجرين

3. خذ الوقت الكافي لكسر الجليد:

هناك طريقة أخرى لضمان جلسة افتراضية تفاعلية ناجحة وهي أن يكون لديك تمرين لكسر الجمود قبل أن تبدأ. من أفكار كسر الجمود:
المقدمات
اطلب من المشاركين تقديم أنفسهم باستخدام ميزة الدردشة. يمكنك أيضًا أن تطلب من المشاركين ممارسة التصفيق الافتراضي باستخدام الكلمات أو علامات التعجب أو الرموز التعبيرية في كل مرة يقدم فيها شخص ما نفسه. يساعد ذلك في تحفيز الأجواء ويساعد موظفيك على أن يكونوا متحمسين للجلسة.
إعادة التسمية
غالبًا ما يتم تعيين أسماء الأشخاص على الوضع الافتراضي في لوحة الفيديو، كالاسم الكامل أو عنوان البريد الإلكتروني. اطلب من المشاركين إعادة تسمية أنفسهم باستخدام أسمائهم الأولى.
تعتبر أدوات كسر الجمود ضرورية أيضًا في جلسات التدريب الافتراضية لأنها تساعد في التخلص من الشعور بالعزلة الاجتماعية والبعد. هذا سيساعد الموظفين المشاركين في التدريب على معرفة أنه على الرغم من كونهم بمفردهم في الغرفة، إلا أنهم جزء من فريق لديه هدف واحد وجدول أعمال واحد خلال التدريب.

4. استعن بمدرب أو مساعد ماهر

المدرب أو المساعد الماهر هو شخص تثق به سيساعدك في تقديم التدريب بشكل مثالي، بدءً من كسر الجمود وصولاً إلى الدعم الفردي.
تأكد من أن لديك مدرب أو مساعد مفعم بالحيوية، يمكنه جذب انتباه المشاركين وتقديم الدعم لك ولهم. يمكنك إما الاستعانة بمساعد أو مدرب داخلي، كما يمكنك الاستعانة ببعض المدربين والمساعدين الخارجيين، والذي يجب أن يكون خبيراً في الموضوع الذي يدور حوله التدريب، ويتمتع بمهارة أيضًا في العروض التقديمية الافتراضية.
وعلى نفس المنوال، يجب أن تحصل أيضًا على مدرب أو مساعد جيد، ليس فقط لتقديم الدعم المعنوي، بل يمكن أن يساعد أيضًا في:
– مراقب الدردشة
– تتبع الأسئلة التي طرحها المشاركون
– تقديم التغذية الراجعة
– تقديم الدعم الفني
مع وجود مدرب أو مساعد أو منسق جيد فأنت ملزم بأن يكون لديك جمهور متفاعل. هذا مهم إذا أراد موظفوك تحقيق أقصى استفادة من جلسة التدريب الافتراضية.

5. إشراك الموظفين:

أسوأ شيء يمكن أن يحدث خلال جلسات التدريب التفاعلية عن بعد هو أن تجد نفسك تقرأ بيانات ومعلومات جافة دون أن يشاركك أحد، ويتحول المتدربون إلى مستمعين ضجرين.
بدلاً من ذلك، اجعل جلساتك التدريبية تفاعلية من خلال:
– استخدام أنشطة التعلم التفاعلي. يمكن أن تشمل هذه الألعاب والسيناريوهات ذات الصلة بالموضوع.
– استخدم العروض التقديمية التفاعلية.
– استخدم برامج العروض التقديمية متعددة الاستخدامات والتفاعلية للتعليم الإلكتروني التي تتميز بالرسوم المتحركة والمؤثرات الخاصة.

الأشياء العظيمة في العمل لا يقوم بها شخص واحد، بل يتم تنفيذها بواسطة فريق من الأشخاص

– استخدم المحتوى ذي الصلة، كالقصص والمقاطع الفلمية والاختبارات لتشجيع مشاركة الموظفين
– استفد من المحتوى الذي يمكن أن يرتبطوا به، وراقب ما الذي يجعلهم أكثر مشاركة وركز عليه.
– شجعهم على التعليق وابداء الرأي حول كل نقطة واطلب ردود الفعل.
– في نهاية الجلسة، اطلب من المشاركين تزويدك بتعليقات حول الحدث.
هناك طريقة بسيطة لجمع هذه التعليقات وهي إنشاء استطلاع يمكنهم ملؤه. استخدم برنامج إنشاء النماذج لإنشاء استطلاعات ونماذج مصممة خصيصًا لكل جلسة تدريبية.
وتذكر، بقدر ما كانت جلسات التدريب تفاعلية، بقدر ما كانت ناجحة ومؤثرة في الموظفين والمشاركين.

تدريب الموظفين عن بعد – أداة الفريق المنتج عن بعد

طالما بقي الكثير من الموظفين يعملون عن بعد، فإن إجراء جلسات تدريب الموظفين عن بُعد لا يزال وسيستمر أمراً بالغ الأهمية لضمان أفضل أداء للفريق. تساعد الدورات التدريبية المنتظمة فريق العمل على أن يكون منتجاً حتى وهو يعمل في المنزل، وتضمن هذه الدورات التفاعلية تزويدهم باستمرار بأفضل النصائح والممارسات لإنجاح العمل من المنزل.
اقتباس الختام: يقول مؤسس شركة آبل ستيف جوبز ” الأشياء العظيمة في العمل لا يقوم بها شخص واحد، بل يتم تنفيذها بواسطة فريق من الأشخاص”.