اتجاهات سوق التدريب العالمي 2022 – 2027

ترتفع بشكل متزايد الحاجة للتدريب في مجالات عديدة، ومعها شهدت صناعة التدريب نمواً عالمياً، مع توقعات ارتفاع بنسبة نمو سنوية مركبة تبلغ 9.4%.
تشمل قطاعات التدريب، التدريب الفني، والقيادة والمهارات الشخصية، والجودة والتكنولوجيا والاعلام والتسويق والبيع والضيافة والبروتوكولات والخدمات المصرفية والمالية والتصنيع والأمان والتشغيل وجميع أوجه الأعمال الأخرى.
مادياً، بلغ سوق التدريب العالمي للعام 2020 مبلغ 394.20 مليار دولار، مع توقعات أن يصل إلى نحو 417 مليار دولار بحلول عام 2027، مسجلاً معدل نمو سنوي مركب نسبته 9.4٪ من 2021 إلى 2027.
ما هو التدريب؟
والتدريب هو نظام يعرف باسم التعليم لدعم العمل، وهو يختلف عن التعليم الأكاديمي الذي يتعلم فيه الشخص الأساسيات والمعارف الخاصة بأي علم، إذ أن التدريب هو مخصص للموظفين والعاملين في مجالاتهم، لزيادة الخبرات وتقديم آخر المعارف والمهارات التي تساعد على تحسين أداءهم لوظائفهم وأعمالهم.
بشكل عام، هناك نوعان من أساليب التدريب، النوع الأول هو التدريب الافتراضية عن طريق الإنترنت. والثاني هو التدريب المباشر الحضوري (وجهاً لوجه) ويمكن أن يتم في مكان العمل نفسه، أو في مراكز التدريب.
اتجاهات سوق التدريب 2021-2027
أظهر جائحة COVID-19 تأثيرًا سلبيًا على سوق تدريب الشركات. حيث تسببت جائحة COVID-19 بفقدان ما يقرب من 195 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم. علاوة على ذلك، شهدت أوروبا والدول العربية أسوأ تأثير على العمالة من حيث النسبة المئوية للوظائف والرواتب خلال هذا الوباء. وبالتالي، أدى هذا الاضطراب الاقتصادي العالمي إلى قيود على الميزانيات بشكل عام في الوزارات والشركات.
وبسبب هذه القيود، لم تتمكن إدارات الموارد البشرية من تقديم التطوير والتدريب المناسب والضروري للموظفين بشكله المثالي. ولجأت بعض الشركات إلى التدريب غير المباشر (أون لاين) مع عدم توفر بيئة مناسبة أو سابق خبرة في هذا المجال.
ولكن، كيف سيكون شكل التدريب خلال السنوات القادمة؟
أولاً: التدريب المباشر:
رغم ارتفاع نسبة التدريب غير المباشر (أون لاين) خلال العامين الماضيين بسبب وباء كورونا، إلا أن اتجاهات سوق التدريب ستحافظ على بقاء التدريب المباشر وجهاً لوجه الشكل الأكثر حضوراً في التدريب، لما له من فوائد ومزايا عديدة، يصعب على التدريب غير المباشر تقديمها.
ثانياً: دورات المهارات الفنية:
يؤكد خبراء التدريب أن دورات المهارات الفنية ستستحوذ على الحصة الأكبر من برامج التدريب في سوق تدريب الموظفين والشركات العالمية، نظراً للفوائد المرتبطة بهذا النوع من التدريب على الشركات والمؤسسات.
الدورات الفنية تساعد بشكل مباشر في اكتساب المهارات المطلوبة لتطوير أو تصميم أو تنفيذ أو دعم أو صيانة أو تشغيل التكنولوجيا أو أي تطبيق أو منتج أو خدمة ذات صلة في الصناعات المختلفة. على سبيل المثال، في صناعة البيع بالتجزئة، قد يشمل التدريب الفني تعليم الموظف كيفية استخدام نظام الكمبيوتر للتواصل مع العملاء. في المبيعات، قد يتطلب التدريب الفني تعليم الموظفين كيفية استخدام نظام إدارة علاقات العملاء (CRM) للعثور على آفاق أو عملاء متوقعين جدد. وبالتالي، أدت هذه الحقيقة إلى زيادة الطلب على التدريب الفني في قطاعات الشركات، والذي بدوره أدى إلى نمو سوق تدريب الشركات.
ثالثاً: قطاع التدريب الأهم:
يستحوذ قطاع الرعاية الصحية على أعلى حصة سوقية في سوق تدريب الشركات العالمي خلال السنوات الأخيرة. على سبيل المثال في الولايات المتحدة، فإن مكتب إحصاءات العمل يتوقع أن يزداد التدريب في قطاع الرعاية الصحية بنسبة 15٪ منذ العام الفائت وحتى عام 2029، وهو أسرع بكثير من متوسط ارتفاع التدريب في بقية القطاعات والمهن، مع إمكانية توفير حوالي 2.4 مليون وظيفة جديدة خلال نفس الفترة.
يستند مكتب العمل الأمريكي في توقعاته على دراسات مبنية على أساس شيخوخة السكان في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الأمراض والحاجة للعلاج، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية.
رابعاً: أكثر المناطق العالمية طلباً للتدريب:
يتم تحليل سوق التدريب في غالبية دول ومناطق العالم، ووفقاً للدراسات الصادرة خلال العامين الماضيين، فإن أمريكا الشمالية لا تزال وستبقى مستحوذة على أعلى حصة في سوق التدريب خلال الأعوام القادمة.
وقد أدت عوامل عديدة مثل وجود العديد من الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات الكبيرة في المنطقة، والتركيز المتزايد للعديد من الشركات متعددة الجنسيات وغيرها من المنظمات الكبيرة على توسيع وجودها الجغرافي جنبًا إلى جنب مع معدل التوظيف الجيد في هذه المنطقة، كل ذلك أثر بشكل كبير على نمو سوق تدريب الشركات في هذه المنطقة.