صفات مسؤول الموارد البشرية المثالي 5 صفات أساسية

يواجه مدراء وموظفو الموارد البشرية باستمرار تحديات جديدة، خاصة مع جائحة كورونا وما نجم عنها من ضغوط لاستيعاب احتياجات العمل في ظل الجائحة، التي تستدعي استمرار العمل مع خفض عدد ساعات العمل والموظفين. فضلاً عن قلق وخوف الموظفين وتداعيات الازمة الصحية والتعليمات العامة وغيرها.
وفي نفس الوقت، يسعى مسؤولو الموارد البشرية لتقديم العون والمساعدة للموظفين، وإبقاء العمل بوتيرة مناسبة تحقق استمرار الإنتاج والكفاءة الوظيفية فضلاً عن المنافسة وتحقيق الطموح.
لذلك، فإن مدراء ومسؤولو الموارد البشرية يجب أن يتمتعوا بمواهب وميزات وصفات يتفردون بها عن غيرهم من الموظفين والمسؤولين ليتمكنوا من تقديم أفضل عطاء وعمل.
فيما يلي، السمات الأهم والأفضل لمسؤولي الموارد البشرية التي يجب أن يتحلوا بها:
أولاً/ التعاطف والإنسانية:
يتمتع الشعب العربي وخاصة الخليجية بدافعية دينية رفيعة المستوى، تجعله يتقي الله في تعامله مع الآخر، وهي أهم سمة يجب أن يتمتع بها مسؤول الموارد البشرية، والتي يمكن تلخيص فكرتها بالتالي: “ضع نفسك موضع الشخص الآخر، وحاول أن تشعر بما يشعر به الآن، ثم تصرف وفقاً لهذا الأمر”.
ففيما يتعامل مسؤولو الموارد المالية مع التقارير والبيانات، ويتعامل الإعلاميون مع الحدث وأدوات رصد الحدث ونقله، فإن مسؤولو الموارد البشرية يتعاملون مع أشخاص، بكل ما لدى هؤلاء الأشخاص من إنسانية وطبيعة بشرية. من خوف، ومرض، وطموح، وأحلام، وقدرات وغيرها.
إن العمل في قسم الموارد البشرية يتطلب الكثير من المرونة في التعامل مع الموظفين، الذين هم العماد الأساسي للعمل، وبقدر ما كان يتم تقديرهم والاهتمام بهم، بقدر ما قدموا وأصبحوا جزءاً من تحقيق الطموح ولو على حسابهم الشخصي.
تتنامى عالمياً التوجهات نحو تقليل التميز، ورفع سقف المساواة، وإعطاء الفرصة لذوي الاعاقات وهي أمور تتسم بالإنصاف والشمولية، وعليها فإنه بالقدر الذي يتميز فيها مسؤول الموارد البشرية بميزاتها وصفاتها بقدر ما يكون جزءً من عالم الموارد البشرية الحقيقية في العالم.
من الضروري الاستماع للموظفين بعناية والاهتمام بمشاعرهم، وتخصيص وقت للجلوس معهم والوقوف على مشاكلهم بشفافية وجعلهم يشعرون بشكل حقيقي بوجود مسؤولين يهتمون بأمرهم، وبأنه مهما كانت هناك عاصفة، فإن هناك مسؤولين يجلسون معهم في نفس القارب.
لذلك يجب على مسؤول الموارد البشرية أن يتمتع بخبرة جيدة في لغة الجسد، ويستطيع أن يفهم الآخرين من خلال طريقة وقوفهم، حركاتهم، جلوسهم، حركة العيون وغيرها، ليتمكن من الحكم بشكل أقرب للحقيقة، ويتخذ قراراته بالتالي بطريقة صحيحة.
ثانياً/ الدبلوماسية:
بسبب طبيعة المهام التي يشرفون عليها، فإن مسؤولي الموارد البشرية يجب أن يتحلوا بالدبلوماسية قدر المستطاع وأن يعتادوا على التعامل مع مختلف أشكال الفوضى ويحولونها إلى عمل منتظم.
يدخل جيل جديد من الشباب إلى العمل، مع كل ما يحملونه من طبيعة وخصائص، منها على سبيل المثال ارتباطهم بالأجهزة المحمولة والجوالات أكثر من ارتباطهم بالجلوس خلف مكتب. عدم قدرتهم على التغاضي عن الرسائل التي تصلهم عبر الجوالات في الوقت الذي يجب أن يقدموا فيه التزام بالعمل والاجتماعات والآداب العامة في مكان العمل. وغيرها من الصفات التي قد يجد مسؤولو الموارد البشرية صعوبة في تقبلها.
لذلك فإن الدبلوماسية في التعامل مع هؤلاء الأشخاص هي الطريقة الصحيحة لبناء الثقة، وادماجهم في سوق العمل والوظيفة، وإعادة تعريف العمل لهم بصورة إيجابية وجيدة.
التعامل مع الأجهزة أسهل بكثير من التعامل مع البشر، هذه حقيقة يعرفها الجميع، يمكنك اجراء حذف، أو استرجاع أو أعادة تعريف بسهولة، ولكن من الصعب التعامل مع شخص صعب المراس، أو طائش، أو غير منضبط، إلا باستخدام الدبلوماسية والاحتراف فيها.
ثالثاً/ البراعة في العمل:
يتولى مسؤولو الموارد البشرية توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب، كما يتولون الاشراف على تطوير الموظفين وتدريبهم وتقديم الدعم لهم، لذلك فإن البراعة لا تمكن فقط في العمل الآلي، بل في التعامل البشري.
ففيما يظهر جهد المحاسب في الكشوفات المالية الصحيحة، ويظهر جهد العلاقات العامة في فتح منافذ جديدة وقنوات سليمة مع الجمهور ووسائل الإعلام، فإن الموارد البشرية يظهر جهدهم في جميع العاملين والموظفين في مختلف القطاعات، المالية والإعلامية والسكرتاريا والإنتاج والمواصلات والإدارة والتقنية وغيرها.. وبالتالي فإن نجاح الموارد البشرية يقاس بنجاح المؤسسة ككل وليس بجزء فقط منه.
لهذا فإن البراعة في العمل أمر أساسي، وتشمل البراعة المعرفة العميقة لطبيعة العمل والمهام الموكلة لمسؤولي الموارد البشرية، وكيفية اختيار الموظف الصحيح وكيفية الإعلان الصحيح عن الوظائف الجديدة، وكيفية دمج الموظفين الجدد، واختيار البرامج التدريبية الصحيحة، ومتابعة العمل، والدخول في جميع التفاصيل الخاصة بالحياة الوظيفية للموظف حتى لو تقاطعت مع الحياة الشخصية له.
ومع دخول وظائف يمكن إنجازها عن بعد، أصبح التوظيف أكثر شمولية، وبالتالي يمكن منح موظفين أكفاء من مناطق بعيدة فرص عمل تساعد في تحقيق طموح الشركة أو المؤسسة.
تذكر، أنه يمكنك إيجاد فرص عمل رائعة للموظفين الموجودين حالياً في المؤسسة، نقل بعض الموظفين لأٌقسام ثانية قد يكون وسيلة أكثر نجاحاً في التوظيف، بسبب الخبرة السابقة والفهم العام للمؤسسة والمعرفة المسبقة للموظفين والأقسام، كما أن الموارد البشرية على الأغلب لديها دراية في مهارات كل موظف وشخص، وبالتالي يمكن إعادة تعيين الوظائف المنوطة بهم بطريقة أكثر جدارة.
مهما كان مسؤول الموارد البشرية ناجحاً وفعالاً، فإن عدم وجود انتماء للمؤسسة التي يعمل بها أو عدم وجود إيمان بها يمكن أن يضع كل المهارات على المحك.
رابعاً/ قراءة البيانات بذكاء:
أصبحت التقنية في كل مكان، وبالتالي بات بإمكان الكثيرين اجراء مسوحات واستبيانات واستخلاص بيانات حول كل شيء، بدءً من أداء الوزير أو المدير العام، وصولاً لعدد المتابعين في تويتر وجنسهم ومستواهم التعليمي والعمري، مروراً بمدى رضى العملاء، وأعمار الموظفين أو أدائهم أو نسبة الدخل إلى الصرف أو عدد مرات الظهور الإعلامي للعلامة التجارية أو غيرها.
لذلك فإن صفات مسؤول الموارد البشرية المثالي والذكي، هو مدى قدرتهم على التعامل باحترافية مع هذه البيانات، وكيفية قراءتها، وكيفية توظيفها في المكان الصحيحة والطريقة الصحيحة.
الشركات الناجحة هي التي تعتمد على البيانات في اتخاذ القرارات الصحيحة، لا يمكن اتخاذ قرار مبني على اجتهادات أو رؤية شخصية، بل يجب أن تكون مرتبطة بالبيانات وبالقراءة الصحيحة للبيانات.
ليس على مدراء الموارد البشرية أن يكونوا أساتذة في الرياضيات، ولكن معرفة الأساسيات في تحليل البيانات وقراءتها ستكون كافية لإلقاء الضوء على المسار الصحيح لكل عمل داخل المؤسسة.
بعد معرفة قراءة البيانات، على مسؤول الموارد البشرية الناجح أن يعرف كيف يطبق هذه البيانات بالطريقة الصحيحة، ويتخذ على ضوئها القرار الصحيح.
خامساً/ الانتماء للمؤسسة أو الشركة:
مهما كان مسؤول الموارد البشرية ناجحاً وفعالاً، فإن عدم وجود انتماء للمؤسسة التي يعمل بها أو عدم وجود إيمان بهذه المؤسسة أو الشركة يمكن أن يضع كل المهارات على المحك.
عدم الانتماء يمكن أن يتسبب بتسريب البيانات، وتسريب الموظفين ربما لجهات أخرى. يمكن أن يفتح الباب أمام عدم إيمان الموظفين بأهمية الشركة وأهمية عملها، لأن المسؤول الأول عنهم ليس لديه هذا الإيمان.
مهما كان التزام الموظفين الآخرين مهماً، بمن فيهم المدراء العامون، فإن انتماء وإيمان مسؤولي الموارد البشرية هو الأهم على الإطلاق.
قد يكون مسؤول الموارد البشرية لديه الأخلاق الرفيعة التي تجعل الموظفين يحبونه ويلجؤون له في وقت الحاجة، بالإضافة إلى المعرفة الجيدة بالبيانات وطريقة التعامل معها، فضلاً عن الدبلوماسية وقراءة لغة الجسد والجدية في العمل واتخاذ القرارات الصحيحة. ولكن كل ذلك لن يغني عن إيمانه بمؤسسته وشركته والمهمة التي تقوم بها مؤسسته للمجتمع والدولة.